إذا الطّوالُ سَدَونَ المشيَ في خطَل ... قامت تَزيكُ قواماً غير ذي أوَدِ
تمشي ككُدرية في الجوف واردةٍ ... تهدي سروبَ قطا يَسْرين للثَّمَدِ
آخر وهو جران العَود:
فلمّا رأين الصبحَ بادرن ضوءه ... رسيم قطا البطحاء أو هنّ أقطَفُ
آخر:
وكأنهنَّ إذا أردن خُطا ... يقلَعْنَ أرجلَهنَّ من وحَلِ
البحتريّ:
لما مشين بذي الأراك تشابهَتْ ... أعطافُ قضبان به وقدودِ
آخر:
وبيض تطَلّى بالعبير كأنَّما ... يطأن ولو أعنَقن في جدَدٍ وَحْلا
هذا بيت جيد في هذا المعنى، لأنه لم يرضَ أن يجعلها تمشي في الجَدَد، وهو السهل المستوي من الأرض، حتَّى قال: كأنها تطأ الوحل وإن هي أسرعت في مشيها.
آخر:
خرجت تأطَّر في الثياب كأنّها ... أيْم يسيب على كثيبٍ أهْيَل
وصفها بالتثني والمتثنِّيةُ لا تكون إلاَّ بطيئة المشي، والتأطّر: التثنّي، يقال أطرت الغصن: أي ثنيته، قال كثيّر:
تأطَّرْنَ حتَّى قلت لسْنَ بوارحاً ... وذُبنَ كما ذابَ السديفُ المُسَرْهَدُ
آخر:
يزجين بكراً يُنْهِجُ الرَّيط مشيُها ... كما مار ثعبان الغضا المتدافِعُ
فأما أول من شبه المشي بمشي السكران للتَّثني والانعطاف فامرؤ القيس في قوله:
وإذ هي تمشي كمشي النّزي ... فِ يصرعه بالكثيبِ البُهُرْ
أخذه مضرس الفقعسيّ فقال:
تساكَر سلمى من سجية مشيها ... وما سكر سلمى من طلاء ولا خَمْرِ
وقال الشماخ: