وبعضُ الرِّجال نخلة لا جَنَى لها ... ولا ظلَّ إلاَّ أن تُعَدَّ من النَّخْلِ
وله من أُخرى:
حَلَفتُ بربّ الرَّاقصات عشيَّةً ... وحيث تُناخ البُدْنُ دافَعها العقلُ
لئن فاتَني ريبُ الزَّمان بمالك ... وقد كملتْ فيه المروءةُ والعقلُ
ففاتَ ولو قيل الفِداءُ فديتُهُ ... وما عزَّ مالٌ عن فِداهُ ولا أهلُ
لنِعم مُناخ الضَّيف إنْ جاءَ طارقاً ... إذا أخمدَ النِّيرانَ أو حارَدَ المحلُ
ونِعم محلُّ الجار حلَّ بأهله ... إذا ما بدَا كعبُ المَصونة والحِجْلُ
ونِعم أخو العاني إذا القيدُ عضَّهُ ... وأسرَعَ في ضاحِي سواعده الغُلُّ
حَييٌّ بَذِيٌّ أيّ ذلك التمستَهُ ... وذو لبدٍ شَثْنٌ براثنُهُ عَبْلُ
وإن جاءَ طاري اللَّيل يخبِط طارقاً ... تهلَّلَ معروفٌ خلائقُه جَزْلُ
أخو ثقة لا يَعتري الذَّمُّ نارَهُ ... إذا لم يكنْ في القومِ شُربٌ ولا أكلُ
ومراثي متمّم في مالك كثيرةٌ جدّاً وإنَّما أتينا منها باليسير اجتناباً للتطويل.
جرير يرثي امرأته أمّ حَزْرة:
لولا الحياءُ لهاجَني استعبارُ ... ولزُرتُ قبركِ والحبيبُ يُزارُ
فسقَى ثرَى جدثٍ ببُرقة ضاحكٍ ... هزِمٌ أجشُّ وديمةٌ مِدرارُ
متراكمٌ زجِلٌ يُضيءُ وميضُهُ ... كالبُلقِ تحت بطونها الأمهارُ
صلَّى الملائكةُ الَّذين تُخيِّروا ... والمُصطفونَ عليك والأبرارُ
فلقد أراكِ كُسيتِ أجملَ منظرٍ ... ومع الجَمالِ سكينةٌ ووقارُ
فعليكِ من صلواتِ ربّك كلَّما ... ضجَّ الحجيجُ ملبِّينَ وغاروا
كانتْ مُكارمةَ العَشير ولم يكنْ ... يخشَى غوائلَ أمّ حَزْرةَ جارُ
ولَّهتِ قلبِي إذ عَلَتْني كبرةٌ ... وذَوو التَّمائمِ من بَنيكِ صغارُ
أرعَى النُّجومَ وقد مضتْ غَورِيَّةٌ ... عُصَبُ النُّجوم كأنَّهنَّ صِوارُ
يا نظرة لك يوم هاجتْ عبرةً ... مِن أُمّ حَزْرة بالنُّميرةِ دارُ
تُحيي الرَّوامسُ ربعَها فتجدُّهُ ... بعد البلَى وتُميتُهُ الأمطارُ