وإياك وتأمير التسويف على نفسك، فلا تسوف لنفسك بعد الفراغ من كذا، وبعد (التقاعد) من العمل هذا … وهكذا بل البذار قبل أن يصدق عليك قول أبى الطحان القيني:
حنتنى حانيات الدهر حتى ... ... كأنى خاتل أدنوا لصيد
قصير الخطر يحسب من رآنى ولست مقيداً أنى بقيد
وقال أسامة بن منقذ:
مع الثمانين عاث الضعف في جسدي ... ... وساءني ضعف رجلي واضطراب يدي
إذا كتبت فخطى خط مضطرب ... ... كخط مرتعش الكفين مرتعد
فاعجب لضعف يدي عن حملها قلما ... ... من بعد حمل القنا في لبة الأسد
فقل لمن يتمنى طول مدته ... ... ... هذى عواقب طول العمر والمدد.
فإن أعملت البدار، فهذا شاهد منك على أنك تحمل "كبر الهمة في العلم".
خذ من وقتك سويعات تجم بها نفسك في رياض العلم من كتب المحاضرات (الثقافة العامة) ، فإن القلوب يروح عنها ساعة فساعة.