إذا علمت الكلمة المنسوبة إلى الخليفة الراشد علي بن أبى طالب رضى الله عنه: "قيمة كل امرئ ما يحسنه" وقد قيل: ليس كلمة أحض على طلب العلم منها، فاحذر غلط القائل: ما ترك الأول للآخر وصوابه: كم ترك الأول للآخر!
فعليك بالاستكثار من ميراث النبي صلى الله عليه وسلم، وابذل الوسع في الطلب والتحصيل والتدقيق، ومهما بلغت في العلم، فتذكر: "كم ترك الأول للآخر"!
وفي ترجمة أحمد بن عبد الجليل من "تاريخ بغداد" للخطيب ذكر من قصيدة له:
لا يكون السرى مثل الدنى ... ... لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي
قيمة المرء كلما أحسن المر ... ... ء قضاء من الإمام على
"من لم يكن رحلة لن يكون رحله" (?) .
فمن لم يرحل في طلب العلم، للبحث عن الشيوخ، والسياحة في الأخذ عنهم، فيبعد تأهله ليرحل إليه، لأن هؤلاء العلماء الذين مضى وقت في تعلمهم، وتعليمهم، والتلقي عنهم: لديهم من التحريرات، والضبط، والنكات العلمية، والتجارب، ما يعز الوقوف عليه أو على نظائره في بطون الأسفار.