عزت زوافره وحلق فوقه ... ظل المنية فوق راب يخفق
يصف جيشاً. وعزت: غلبت. وزوافره: ما يزفر من حره كزفرة المحزون. وقوله: راب، جمع رابية كما تقول بيضة وبيض. وتخفق: تتحرك
وملتقطو بيض بيهماء قفرة ... يصورون قسراً أدهماً والخرانقا
وقد ألبسوا جلد السماء عباءة ... تلاءم أحياناً وحيناً شبارقا
يصف جيشاً يقول: طأطأوا رؤوسهم يقتفون الآثار، فكأنهم قوم قد خرجوا يلتقطون بيض النعام. ويصورون: يعطفون. يقول من كثرتهم يملأون الصحراء، فيعطفون الخرانق والأدهم، وهي الأرانب والظباء. والعباءة التي ألبسوها جلد السماء: الغبرة تلتئم أحياناً في الأرض السهلة، وتنقطع في الأرض الصلبة. والشبارق: القطع.
وأنا النذير بحرة مسودة ... يصل الأعم إليكم أقوادها
أبناؤها متكنفون أباهم ... حنقو الصدور وما هم أولادها
أراد كتيبة، فشبهها بالحرة لسوادها. والأقود: جمع قود وهي الخيل. والأعم: الكلأ العميم ترعى فيه، فتقوى على الغزو. وأبناؤها: رجال الكتيبة. فجعلهم أبناءها لأنها تضمهم. وقوله: أباهم، يريد رئيسهم. "وما هم أولادها" الهاء راجعة على الكتيبة لأنها لا تلدهم.
وملمومة لا يخرق الطرف عرضها ... لها كوكب ضخم شديد وضوحها
تسير وتزجى السم تحت نحورها ... كديت إلى من واجهته صبوحها
ملمومة: كتيبة مجتمعة. "لا يخرق الطرف عرضها" أي لا ينفذها الطرف من كثرتها. وكوكبها، كوكب كل شيء: معظمه واغزره. و"تزجي السم" يعني أنها تقدم الموت بين يديها.
ونحن ضربنا الكبش حتى تساقطت ... كواكبه بكل عضب مهند
وكبش القوم: رأسهم. وتساقطت كواكبه: أي ذهب معظم كتائبه.
ليتني في المسافرين حياتي ... لا لحب الشخوص والترحال
بل لخمس تصيح منهن ست ... وثلاثين، لا تمر ببال
يعني خمس صلوات. تصيح منهن ست: يعني ست ركعات، يقصرهن المسافر. وثلاثين: يعني شهر الصوم.
لا يتداوى بزلة منهم ال ... مدنف من هيضة الكرى الوصب
إلا لخمس هي المشيمة للا ... ركب في حيث تنكأ الجلب
المدنف، بفتح النون: الشديد المرض. وهوها هنا الشديد النعاس الذي قد أضربه السهر والتعب. والخمس: يعني الخمس الصلوات. "وتنكأ الجلب" يعني مواضع السجود. ومن روى المدنف بكسر النون أراد الذي أدنف إبله من شدة السير. ونكأها حتى صار على ظهرها جلب، وهي الحشكريشات، وكانوا إذا سافروا في سفر بعيد، لم يغيروا عن إبلهم رحالها وأدواتها، إلا في كل خمس ليال.
ودوية جرداء جداء خيمت ... بها هبوات الصيف من كل جانب
أنخت بها الوجناء من غير بترة ... ثنتين عند اثنين جاء وذاهب
يعني بالثنين: ركعتين، قصر بهما صلاة العصر. والجائي والذاهب: الليل والنهار.
فما مقبلات مدبرات تتابعت ... مفرقة الأسماء، واللون واحد
تصادف من أعراضهن حلاوة ... وفيهن مرات وسخن وبارد
يصف الأيام والليالي.
مطايا يقربن البعيد وإن نأى ... وينقلن أشلاء الكريم إلى القبر
يعني الأيام والليالي.
سبع رواحل ما ينخن من الونى ... شوم تساق بسبعة زهر
متواصلات، لا الدؤوب يملها ... باق تعاقبها مع الدهر
قوله: سبع: يعني سبع ليالي الجمعة. والشوم: السواد. والسبعة: الزهر: يعني الأيام والزهر: البيض.
ستة إخوة وأخت شريفة ... هي في دارنا ودار الخليفة