يحاحي: من الحياة أي يستحيي بها. وقوله "بضربة كفيه" أي يتيمم بالتراب، ويستبقى الماء لسقيه صاحبه، ولا يتوضأ به. وأوقع يحاحي على نفس الراكب. والملا: الأرض الواسعة.
1089
قطعت بشعث كالنضال فأصبحوا ... مع الأهل في متون السباسب
شعث: رجال قد شعثوا من طول السفر. والنصال: نصال السهام. فشبههم بها في ضمورهم وشحوبهم. وقوله: "فأصحبوا مع الأهل" أي عرسوا فناموا فحملوا بأهلهم.
ودوية قفر يكاد يهابها ... من القوم مصلاد الرحيل دليل
يعاف بها المعبوط من بعد مائها ... وإن جاع مقرام السباع نسول
النسول: من النسلان. والمقرام: القرم الذي يشتهي اللحم. والمعبوط: اللحم الذي ينحر على غير صحة وغير داء. يقول: لا يأكل منه الذئب خشية العطش، وبعد الماء.
ودوية قفر يحاربها القطا ... إدلاء ركباها بنات النجائب
يحار بها القطا من سعتها واشتباهها. القطا أهدى الطير. وركبانها: المنحدرون والمصعدون. وبنات النجائب: أولادها.
عجبت من حنانة لا تبرح ... نهاك عن ركوبها من ينصح
والمشي عنها والنزول أروح ... وإنما تمسي بحيث تصبح
يصف رحى رجل.
أوساء لا تدفع إلا بالراح ... لها مقيل كمقيل الملاح
قال أبو الحسن: في هذا قولان: أحدهما أنه يصف رحى وشبه ما حولها من الدقيق بما حول الملاح، وهو صاحب الملاحة من الملح. والقول الثاني أنه يصف ناقة غزيرة، يقول فحول حالبها من اللبن لكثرته مثل ما حول الملاح من الملح.
بدلت من لعس الحسان البيض ... وبالرداح الجسرة النهوض
كبداء ملحاحاً على الرضيض ... نحلاء إلا بيد القبيض
يصف رحى يد. والرداح: العظيمة الخلق. والكبداء: الطيعة.
وصاملة حذوت ولم أدلها ... فأعجب راحة ما قد حذوت
فلما أن وهت مرنت وجادت ... وعلقت البقاء كما اشتهيت
قوله صاملة: يابسة صلبة. ومنه قولهم "سلاق صمل". ووهت يعني انخرقت في موضع النصب.
مطية أعارنيها ابن شبر ... لا تشرب الماء ولا ترعى النمر
يصف رحى رجل. وكل ما امتطيه فهو مطية.
أعددت للضيف وللجيران ... حريتين لا تخلخلان
لا تخليان وهما ظئران
يصف رحيين.
تجد بنا وتسرع حين تعدو ... ونضربها فقد غلبت حرانا
وتعصف بالرديف إذا علاها ... بدورتها وما برحت مكانا
وضيفين حاءا من بعيد فقربا ... على فرس حتى اطمأن كلاهما
قريناهما ثم ارتجعنا قراهما=لضيفين جاءا من بعيد سواهما قوله "قريناهما" جعل ما يلقي فيهما من الطعام قرى لهما. وارتجاعه لضيفين ألما به: جعل الدقيق قرى لهما.
بئس طعام المستغيث الساغب ... كبداء زلت عن صفا كباكب
يصد عنها وهو مثل الشائب
يصف رحى يد. وقوله "يصد عنها وهو مثل الشائب" أي يصير عليه من غبار دقيقها كالشيب.
إلى الله أشكو ما ألاقي من السرى ... وإن الذي نفضي به ذو توهم
تناكحتا حتى خشيت عليهما ... عصافير لا تمشي بلحم ولا دم
"وإن الذي نفضي به ذو توهم". يريد طريقاً مشتبهاً لم يكونوا يهتدون لمحجته. وقوله: "تناكحتا" يريد عينيه. وان أجفانه استرخت فالتقت بالنوم. ومثل هذا التناكح وهو التقاء الأجفان بالنوم قال الشاعر [كامل] :