أرادوا أن نزول لهم فكنا ... مكان يد النديم من النديم
وسميت كعباً بشر العظام ... وكان أبوك يسمى الجعل
وإن مكانك من وائل ... مكان القراد من أست الجمل
فأقسم أنه قد حل منها ... محل السيف من قعر القراب
نزلنا في التعزز من معد ... مكان القدر من وسط الأثافي
تكون إذا دارت عليكم عظيمة ... وفي أي يوم لا تنوب العظائم
مكان القرادي في الجناح وإنما ... تطير بظهران الجناح القوادم
ونحن إذا عدت معد قديمها ... مكان النواصي من وجوه السوابق
فهذا وأمثاله اتساع واشتراك، ولي باستراق ولا اجتلاب.
وإنا لنعطي النصف من لو نضيمه ... أقر ونأبى نخوة المتظلم
972 وقال الفرزدق [طويل] :
ترى كل مظلوم إلينا فراره ... ويهرب منا جهده كل ظالم
أقول وقد سافت لبوني تلاها ... كما ساف أعجاز التلاد الطرائف
-الطرائف ها هنا: الإبل المستحدثة، فإذا أرسلت في الإبل التلاد تنكرتها، فتسوف أعجازها.
ومعنى تسوف: تشتم-.
أدافع عن مجد تليد وراثةً ... وقد ترفد المجد التليد الطرائف
إني أنا الليث يحمي عن فريسته ... وقد يحك بقرينه أسته الوعل
كناطح صخرة يوماً ليفلقها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
فهذه الأبيات تشبه المأخوذ، وليست بمأخوذة على الحقيقة.
977 وقال أبو علي: هذه قطعة اخترتها من محاسن أبيات المعاني تتعلق بالمذاكرة، ويفتقر إلى أبياتها في "حلية المحاضرة".
978 أحسن ما قيل في الأنواء من أبيات المعاني: أنشدنا محمد بن عبد الواحد قال أنشدنا أحمد بن يحيى ليرقم السدوسي [متقارب] :
إذا القوس وترها أيد ... رمى فأصاب الكلى والذرى
وأحيا ببلدته بلدة ... عفت بعد أن قد عفاها الصدا
وجاء الجنين بعين التي ... شكت طول عوارها والقذا
فأصبحت والليل مستحلس ... وأصبحت الأرض بحراً طماً
القوس: قوس قزح، والأيد: القوي، وهو الملك الموكل بالسحاب: يعني أنبت العشب فرمى سمناً في أسمنة الإبل، وكلاهما والبلدة: من منازل القمر، ومطرها لا يخلف وبرقها لا يخلب، وعفت: كثرت بعد أن عفاها، أي درسها، الصدا: وهو العطش، والليل مستحلس: أي مستحكم الظلمة، و"أصبحت الأرض بحراً طماً" أي بالمطر.
و"جاء الجنين" فإنه يعني به الجبهة، وهي أيضاً من منازل القمر، وإذا أطلعت الأرض نباتها، قيل نظرت إلى البلاد بعينيها، وإذا تكامل، قيل نظرت إلي بعينين، فإذا أسقطت الجبهة قيل نظرت إلي بإحدى عينيها، أي بدأ الزهر فيها، واختلفت رؤوس الإبل في مباركها.
إذا نظرت بلاد بني حبيب ... بعين أو بلاد بني صباح
رميناهم بكل أقب نهر ... وفتيان الكريهة بالصباح
-يقول: إذا نبت العشب، وانتهى طوله، غزوناهم بكتائبنا، وهو من أوقات غزوهم.
وقد جعل الوسمي ينبت بيننا ... وبين بني رومان نبعاً وشوحطا
يقول: أخصبنا فحلمنا القسي، وهي تعمل من النبع، والشوحط. فكأن الوسمي أنبت القسي بيننا.
وكانت لهم ربعية يحذرونها ... إذا خضخضت ماء السماء القبائل
سينبت حرمان الوشائج بيننا ... مصاب الثريا فانظروا ما مصابها
دنت سقطة الجوزاء منا فسددوا ... مناكب حرب لا يطاق قرانها
والجوزاء تسقط في القر، وتطلع في الحر-