وهذا القولُ عندنا مُحْتَمِلٌ، إلاَّ أنَّ العملَ عندَنا على الْأوَّلِ، وإنْ كُنَّا نَكْرَهُ له التَّشاغُلَ بالمُنازَعاتِ والخُصوماتِ.
وأمَّا العيدُ، فإنَّما سُمِّيَ عِيدًا لاِعْتِيادِ الناسِ له كلَّ حِينٍ، ومُعاوَدَتِهِ إيَّاهُم، ويُقال لِما يُعاوِدُ الْإنسانَ مِنْ هَمٍّ أوْ غيرِه: عِيدٌ، قال الشاعر:
أمْسَى بِأَسْماءَ هذا الْقَلْبُ مَعْمُودَا ... إذا أثولُ صَحَا يَعْتادُهُ عِيدَا
وأمَّا الكُسوفُ، فَمِن كَسَفَ الشيءُ: إذا ذَهَبَ نورُه وضَوْؤُه، يُقال: نَجْمٌ كَاسِفٌ، وكَسَفَتْ الشمسُ سائرَ الكواكبِ، إذا ذَهَبَتْ بِضَوْئِها. قال الشاعر:
الشمسُ طالِعَةٌ ليستْ بِكاسِفَةٍ ... تَبْكِي عليكَ نُجومُ اللَّيْلِ والْقَمَرَا
يقول: إنَّها طالعةٌ وهي مع طُلُوعِها لم تَكْسِفِ النُّجومَ والقَمَرَ، أي: ما ذهبتْ بضَوْئِها، لأنها أيضًا مِن الغَمِّ بك لا ضَوْءَ لها، فكيف/ تَكْسِفُ غيرَها؟ وإنَّما تَكْسِفُ غيرَها بتَمامِ نُورِها.
وأمَّا الخُسُوفُ، فالغُيوب. يُقال: خَسفَتِ الأَرْضُ، وخُسِفَ بالْكافِرِ: إذا صارت الْأرْضُ كأنَّها ابْتَلَعَتْه، وانْخَسَفَتِ البئرُ: إذا انْخَسَفَ قَعْرُها.