حسبي الوذ بسيد ساد الورى ... ورقى وخلف دونه الأفلاكا

حبر الهدى بحر الندى حصن الردى ... بشر ولكن أشبه الأملاكا

بدر السعادة في سماء سيادة ... فاقصده تحمد في الصباح سراكا

إن لاذ راجيه بكعبة عزه ... قالت له العليا جعلت فداكا

يمم حماه أن ترم فيض الندى ... تلقى جواداً بالمنى لباكا

يا صاحبي قم بي نؤم رحابه ... ودع السوى واغنم لديه رجاكا

هذا الهمام ابن الهمام أبو الندى ... يهدي السبيل ويرشد النساكا

هذا الإمام ابن المداني ظافر ... فاظفر به وعداه دعه وراكا

هذا هو القطب الرفيع مقامه ... حدث ولا حرج عليك بذاكا

لا عيب فيه سوى الكمال وإنه ... ذو راحة لم تعرف الإمساكا

يا سيداً ما زال طرفي يحسد السمع الذي أحياه ذكر حلاكا

أترى أفوز ببغيتي والدهر يسعدني وقبل منيتي ألقاكا

يهنيك جددت المآثر بعدما ... درست وحان هوانها لولاكا

ورعاك بالإقبال مولانا أمير المؤمنين وللصعود دعاكا

عبد الحميد مليكنا قطب الورى ... لا زال مبغضه يسوم هلاكا

عذراً لرق راق فيك مديحه ... لم يبغ غير شموله برضاكا

فاقبل فديتك من أسير عبودة ... عذراء تشدنا ببعض ثناكا

تمشي على استحيائها لقصورها ... قد أرخت طب ظافراً بمناكا

هذا وإن حضرة المترجم يحق له أن تفرد بشمائله الأسفار، ولولا الخروج عن المقصود لأطلت في ترجمته، ولكنه نظراً لأسلوب الكتاب لا بد من الاقتصار، حفظه الله على الدوام، وسهل له كل مرام، ثم أنه في سنة ألف وثلاثمائة وخمس عشرة تمرض ودعاه داعي السعود إلى جنة الخلود، ودفن في الآستانة رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015