سنة على ما قيل، بنحو مائة ألف ويقولون هذا قليل. مات نهار الأحد ثامن شهر شعبان سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ودفن عند قبور بني المرتضى في مقبرة باب الصغير قرب قبور الزوجات الطاهرات.
الشريف العابد، والعفيف الزاهد، المعروف بين الناس بالتقوى والديانة، والعفة والصيانة، وكان عالماً عاملاً، هماماً فاضلاً، كثير التباعد عن الناس، له بالعزلة راحة واستئناس، وكان في أكثر أوقاته معتكفاً في مشهد سيدنا الحسين في جامع بني أمية، وكان له بعض صنائع غريبة ودقائق عجيبة، يصرف منها على نفسه طلباً للحلال وبُعداً عن الحرام من الأموال. مات رحمه الله وأحسم مثواه، في خامس وعشرين من ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وسنة واحدة، ودفن في مقبرة الدحداح قرب قبر والده.
ولد سنة ألف ومائة وخمس وسبعين، وجلس على تخت الملك عام ألف ومائتين وثلاثة في ثاني عشر رجب، ففي الحال اخذ بتدبير الأحوال لينجو بصلاح الدولة من وبال النكال، فبعث بالجيوش لقتال روسيا والنمسا، وأخيراً تداخلت بروسيا وإنكلترا، فعقد الصلح مع النمسا