أيضاً إجازة عامة لجميع العلوم، التي أخذوها عن سادتهم ذوي المقام المعلوم، وكانن ممن يشار إليه، ويعول بعويصات المسائل عليه، وممن اجتمع به في حلب، فرد الشام ومفتي الأنام خليل أفندي المرادي وذلك عام ألف ومائتين وخمسة، ولم تكن وفاته بعد ذلك بكثير، أعلى الله مقامه في فراديس الجنان، إنه المنعم الجواد المحسن المنان، وقيل إن هذه الأبيات من كلامه، وبديع نظامه:

ذو جمال همت في عشقته ... فتن العشاق عرباً وعجم

لاح بدر التم من طلعته ... وبدا البرق إذا الثغر ابتسم

بات يجلو الراح في راحته ... ويدير الكأس في جنح الظلم

غلب النوم على مقلته ... قلت والوجد بقلبي قد حكم

أيها الراقد في لذته ... نم هنيئاً إن عيني لم تنم

يا هلالاً قد سبى شمس الضحى ... كل ما فيك وعيينك حسن

صل محباً ما له من مسعف ... قد جفاه من تجافيك الوسن

يا مريض الجفن يا من لحظه ... سل سيفاً للمحبين وسن

جفنك النعسان من كسرته ... كم شجاع منه ولى وانهزم

أيها الراقد في لذته ... نم هنيئاً إن عيني لم تنم

وله رحمه الله:

ورد الخدود أرق من ... ورد الرياض وأنعم

هذا تنشقه الأنو ... ف وذاك يلثمه الفم

فإذا عدلت فأفضل ... الوردين ورد يلثم

هذا يشم ولا يضم ... وذا يضم ويشمم

وله أبيات كثيرة، وقصائد بديعة بالمدح جديرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015