حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْبَنَّا، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَيَاضِيُّ، قَالَ: أُخْبِرْتُ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَارُونَ الرَّشِيدَ قَالَ لِزُبَيْدَةَ: أَتَزَوَّجُ عَلَيْكِ، قَالَتْ زُبَيْدَةُ: لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَتَزَوَّجَ عَلَيَّ، قَالَ: بَلَى، قَالَتْ زُبَيْدَةُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ مَنْ شِئْتَ، قَالَ: تَرْضَيْنَ بِسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَجَّهَ إِلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فَقَالَ: إِنَّ زُبَيْدَةَ تَزْعُمُ أَنَّهُ لَا يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ عَلَيْهَا وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء: 3] ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: تَمِّمِ الْآيَةَ يُرِيدُ أَنْ يَقْرَأَ: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَنْ لَا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} وَأَنْتَ لَا تَعْدِلُ، قَالَ: فَأَمَرَ لِسُفْيَانَ بِعَشَرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ فَأَبَى أَنْ يَقَبْلَهَا