حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، إِمْلَاءً قَالَ: وَفِيمَا أَخْبَرَنِي جَدِّي مَحْمُودُ بْنُ الْفَرَجِ إِجَازَةً ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، ثنا صَالِحُ بْنُ صَبَاحٍ الْمَقْدِسِيُّ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: أَوْحَى اللهُ تَعَالَى إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي التَّوْرَاةِ: يَا مُوسَى يَصُومُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ شَهْرًا فِي السَّنَةِ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَأُعْطِيهِمْ بِصِيَامِ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهُ أَنْ يَتَبَاعَدُوا مِنَ النَّارِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ، وَأُعْطِيْهِمْ بِكُلِّ خَصْلَةٍ مِنَ التَّطَوُّعِ كَأَجْرِ مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً وَأَجْعَلُ لَهُمْ فِيهَا لَيْلَةً لِلْمُسْتَغْفِرِ فِيهَا مَرَّةً وَاحِدَةً صَادِقًا إِنْ مَاتَ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ شَهْرِهِ أَجْرُ ثَلَاثِينَ شَهِيدًا، يَا مُوسَى وَيَحُجُّ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ بَلَدِي الْحَرَامَ فَيَحُجُّونَ حَجَّةَ آدَمَ وَسُنَّةَ إِبْرَاهِيمَ فَأُعْطِيهِمْ مَا أَعْطَيْتُ آدَمَ وَأَتَّخِذُهُمْ كَمَا اتَّخَذْتُ إِبْرَاهِيمَ وَيُزَكِّي مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَأُعْطِيهِمْ بِالزَّكَاةِ زِيَادَةً فِي أَعْمَارَهِمْ وَأُعْطِيهِمْ فِي الْآخِرَةِ الْمَغْفِرَةَ وَالْخُلُودَ فِي الْجَنَّةِ. يَا مُوسَى إِنِّي وَهَّابٌ أَسْأَلُ مَنْ عَبَدَنِي الْيَسِيرَ وَأُعْطِيهِ الْجَزِيلَ. يَا مُوسَى نِعْمَ الْمَوْلَى أَنَا أُعْطِيهِمْ قَرْضًا وَأَسْأَلُهُمْ قَرْضًا وَلَا تَفْعَلُ الْأَرْبَابُ بِعَبِيدِهَا مَا أَفْعَلُ. يَا مُوسَى إِنَّ فِعَالِي لَا تُوصَفُ. يَا مُوسَى وَرَحْمَتِي لِأَحْمَدَ وَأُمَّتِهِ. يَا مُوسَى إِنَّ فِي أُمَّتِهِ رِجَالًا يَقُومُونَ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ يُنَادُونَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَجَزَاؤُهُمْ عَلَى جَزَاءِ الْأَنْبِيَاءِ رَحْمَتِي عَلَيْهِمْ نَازِلَةٌ وَغَضَبِي بَعِيدٌ مِنْهُمْ، لَا أُسَلِّطُ عَلَيْهِمْ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى دُودًا وَلَا مُنْكَرًا وَلَا نَكِيرًا يَرُوعُهُمْ. يَا مُوسَى رَحْمَتِي لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ. قَالَ: إِلَهِي مُنَّ عَلَيَّ قَالَ: لَا أَحْجُبُ التَّوْبَةَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ بِسِرِّهِ، قَالَ: فَخَرَّ مُوسَى سَاجِدًا فَقَالَ: اللهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، فَقِيلَ: إِنَّكَ لَنْ تُدْرِكَهُمْ يَا مُوسَى إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ -[19]- أُقَرِّبَ مَجْلِسَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تَنْهَرِ السَّائِلَ وَالْيَتِيمَ، يَا مُوسَى إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ لَا تَدْعُونِي أَيَّامَ حَيَاتِكَ بِدَعْوَةٍ إِلَّا أَجَبْتُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَعَلَيْكَ بِحُسْنِ الْخُلُقِ. قَالَ مُوسَى: فَمَا جَزَاءُ مَنْ أَطْعَمَ مِسْكِينًا ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ. قَالَ: يَا مُوسَى آمُرُ مُنَادِيًا ينَادِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ أَنَّ فُلَانَ ابْنَ فُلَانٍ مِنْ عُتَقَاءِ اللهِ مِنَ النَّارِ