حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدٍ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَخْلَدٍ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ، ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، ثنا مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَكْحُولٍ، أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ، قَالَ: تَجِدُ الرَّجُلَ مُسْتَكْثِرًا مِنْ أَنْوَاعِ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَيَبْلُغُ صَنَائِعَ الْمَعْرُوفِ وَيُكَابِدُ سَهَرَ اللَّيْلِ وَظَمَأَ الْهَوَاجِرِ وَلَعَلَّهُ لَا يسَاوِي فِي ذَلِكَ كُلِّهِ عِنْدَ رَبِّهِ جِيفَةَ حِمَارٍ، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: لِقِلَّةِ عَقْلِهِ، وَسُوءِ رَغْبَتِهِ، وَتَجِدُ الرَّجُلَ يَنَامُ اللَّيْلَ وَيُفْطِرُ النَّهَارَ وَلَا يُعْرَفُ بِشَيْءٍ مِنَ الْبِرِّ وَلَا صَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَلَعَلَّهُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ، قِيلَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ؟ قَالَ: لَمَّا قَسَمَ -[6]- اللهُ لَهُ مِنَ الْعَقْلِ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى فَرَضَ عَلَى عِبَادِهِ أَنْ يَعْرِفُوهُ وَأَنْ يُطِيعُوهُ وَأَنْ يَعْبُدُوهُ، وَإِنَّمَا عَبَدَهُ وَعَرَفَهُ وَأَطَاعَهُ مِنْ خَلْقِهِ الْعَاقِلُونَ، وَأَمَّا الْجُهَّالُ فَهُمُ الَّذِينَ جَهِلُوهُ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ وَلَمْ يُطِيعُوهُ وَلَمْ يَعْبُدُوهُ