حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ، ثنا عِكْرِمَةُ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ عَلَيْهِ بُرْدَانِ قَطَوَانِيَّتَانِ خَشِينَانِ غَلِيظَانِ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ ثَوْبَيْكَ هَذَانِ غَلِيظَانِ خَشِينَانِ، تَرْشَحُ فِيهِمَا فَيَثْقُلَانِ عَلَيْكَ، فَأَرْسِلْ إِلَى فُلَانٍ، فَقَدْ أَتَاهُ بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فَاشْتَرِ مِنْهُ ثَوْبَيْنِ إِلَى مَيْسَرَةٍ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ بَعَثَ إِلَيْكَ لِتَبِيعَهُ ثَوْبَيْنِ إِلَى مَيْسَرَةٍ، فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ وَاللهِ مَا يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا أَنْ يَذْهَبَ بِثَوْبِي وَيَمْطُلُنِي بِثَمَنِهِمَا، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «كَذَبَ، قَدْ عَلِمُوا أَنِّي أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ، وَأَدَّاهُمْ لِلْأَمَانَةِ». هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عَمَّارٍ وَعِكْرِمَةَ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ فِيمَا أَعْلَمُ إِلَّا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: وَفِي هَذَا الْيَوْمِ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَأَنْ يَلْبَسَ أَحَدُكُمْ مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْتَدِينَ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ»