حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ بْنُ جَبَلَةَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: ثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: ثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: كُنَّا نَخْرُجُ مَعَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ مِنَ الْحُطَمَةِ فَنَجْمَعُ الْمَوْتَى وَنُجَهِّزُهُمْ ثُمَّ يَخْرُجُ عَلَى حِمَارٍ قَصِيرٍ لَاطِئٍ لِجَامُهُ مِنْ لِيفٍ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ مُرْتَدِيًا بِهَا قَالَ: فَيَعِظُنَا فِي الطَّرِيقِ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ عَلَى الْقُبُورِ وَأَحَسَّ بِنَا أَقْبَلَ بِصَوْتٍ لَهُ مَحْزُونٍ يَقُولُ: «
[البحر الوافر]
أَلَا حَيِّ الْقُبُورَ وَمَنْ بِهِنَّهْ ... وُجُوهٌ فِي التُّرَابِ أَحَبَّهَنَّهْ
فَلَوْ أَنَّ الْقُبُورَ أَجْبَنُ حَيًّا ... إِذًا لَأَجَبْنَنِي إِذْ زُرْتُهُنَّهْ
وَلَكِنَّ الْقُبُورَ صَمَتْنَ عَنِّي ... فَأُبْتُ بِحَسْرَةٍ مِنْ عِنْدِهِنَّهْ»
قَالَ: فَإِذَا سَمِعْنَا صَوْتَهُ، جِئْنَا إِلَيْهِ فَيَقُولُ: «إِنَّمَا الْخَيْرُ فِي الشَّبَابِ» ثُمَّ يَجْمَعُهُمْ فَيصَلِّي عَلَيْهِمْ