مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخُشُوعِيُّ وَمِنْهُمُ الْمُزَيَّنُ بِالْخُشُوعِ الْمُمَكَّنُ لِلْخُضُوعِ كَانَتِ الْعِبَادَةُ حِرْفَتَهُ وَالتَّلَذُّذُ بِالْعَبْرَةِ شَهْوَتَهُ لَهُ الْكَلَامُ الْبَلِيغُ فِي تَأْدِيبِ النُّسَّاكِ وَالْعُبَّادِ تَخَرَّجَ بِهِ جَمَاعَةٌ مِنَ السُّبَّاقِ وَالرُّوَّادِ، مِنْهُمْ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْأُسْوَارِيُّ وَطَبَقَتُهُ وَسُلَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ أَبُو بَكْرٍ الْوَاعِظُ وَشِيعَتُهُ وَبَعْدَهُمَا مِنَ الْمَذْكُورِينَ وَالْمَشْهُورِينَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ، وَأَبُو عُثْمَانَ بْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَمَنْ نَحَا نَحْوَهُمْ فِي النُّسُكِ وَالْعِبَادَةِ تُمَسَّكُوا بِالشَّرْعِ الْمَشْرُوعِ وَالْمَنْهَجِ الْمَتْبُوعِ، اقْتَدَوْا بِالْآثَارِ وَتَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ الْعُبَّادِ وَالْأَبْرَارِ مِنَ الصِّيَامِ الدَّائِمِ وَالْقِيَامِ اللَّازِمِ وَالْقَلْبِ الْفَارِغِ الْهَائِمِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْخُشُوعِيُّ فَمِمَّا نُقِلَ عَنْهُ مِنْ كَلَامِهِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: حَيَاةُ الصِّدِّيقِينَ فِي الْمُرَاعَاةِ وَرُوحُ حَيَاتِهِمُ الْقُدْوَةُ وَالِاقْتِدَاءُ بِأَوَامِرِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَحْوَالِهِمْ وَحَيَاةِ أَرْوَاحِهِمْ بِالطَّاعَةِ وَذَوْقِ تَصْحِيحِ سُلُوكِ سَبِيلِ الْأَئِمَّةِ وَتَوَاتُرِ اللُّطَفِ وَالْمَبَارِّ، وَكَانَ يَقُولُ: مَنْ لَزِمَ الْخِدْمَةَ وَرِثَ مَنَازِلَ الْقُرْبَةِ، وَمَنَازِلُ الْقُرْبَةُ تُوَرِّثُ حَلَاوَةَ الْأُنْسِ