حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الدَّيْنَوَرِيُّ الْمُفَسِّرُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّمْشَاطِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ، يَقُولُ: " بَيْنَا أَنَا فِي، سَوَادِ مِصْرَ إِذَا أَنَا بِأَسْوَدَ، تُقَاسُ دِقَّةُ سَاقَيْهِ بِالْخِلَالِ فِي نَحَافَتِهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا ذَا النُّونِ، قُلْتُ: عَافَاكَ اللَّهُ كَيْفَ عَرَفْتَنِي وَلَمْ أَتَعَاهَدْكَ قَبْلَ الْيَوْمِ؟ قَالَ: يَا بَطَّالُ اتَّصَلَتِ الْمَعْرِفَةُ بِحَرَكَاتِ الْعَارِفِينَ فَعَرَفْتُكَ بِمَعْرِفَةِ الْمَحْبُوبِ ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:
[البحر الخفيف]
إِنَّ عِرْفَانَ ذِي الْجَلَالِ لِعِزٌّ ... وَبَهَاءٌ وَبَهْجَةٌ وَسُرُورُ
وَعَلَى الْعَارِفِينَ أَيْضًا بَهَاءٌ ... وَعَلَيْهِمْ مِنَ الْجَلَالَةِ نُورُ
فَهَنِيئًا لِمَنْ أَطَاعَكَ رَبِّي ... فَهْوَ فِي الْخَيْرِ كُلِّهِ مَغْمَورُ
لَيْسَ لِلْخَائِفِينَ غَيْرُكَ رَبِّي ... أَنْتَ سُؤْلِي وَمُنْيَتِي يَا غَفُورُ