حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: أَنْشَدَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ:

[البحر الطويل]

نُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ نَعِيبُهَا ... وَقَدْ حَذَّرَتْنَاهَا لَعَمْرِي خُطُوبُهَا

وَمَا نَحْسَبُ الْأَيَّامَ تَنْقُصُ مُدَّةً ... عَلَى أَنَّهَا فِينَا سَرِيعٌ دَبِيبُهَا

كَأَنِّي بِرَهْطٍ يَحْمِلُونَ جِنَازَتِي ... إِلَى حُفْرَةٍ يُحْثَى عَلَيَّ كَثِيبُهَا

وَكَمْ ثَمَّ مِنْ مُسْتَرْجِعٍ مُتَوَجِّعٍ ... وَنَائِحَةٍ يَعْلُو عَلَيَّ نَحِيبُهَا

وباكية تبكي علي وإنني ... لفي غفلة من صوتها ما أجيبها

أَيَا هَادِمَ اللَّذَّاتِ مَا مِنْكَ مَهْرَبٌ ... تُحَاذِرُ نَفْسِي مِنْكَ مَا سَيُصِيبُهَا

وَإِنِّي لَمِمَّنْ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَالْبِلَا ... وَيُعْجِبُهُ رَوْحُ الْحَيَاةِ وَطِيبُهَا

فَحَتَّى مَتَى حَتَّى مَتَى وَإِلَى مَتَى ... يَدُومُ طُلُوعُ الشَّمْسِ بِي وَغُرُوبُهَا؟

رَأَيْتُ الْمَنَايَا قُسِّمَتْ بَيْنَ أَنْفُسٍ ... وَنَفْسِي سَيَأْتِي بَعْدَهُنَّ نَصِيبُهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015