فُدَيْمٌ قَالَ الشَّيْخُ: وَمِمَّنْ عُرِفَ مِنْ مُتَقَدِّمِي الْبَغْدَادِيِّينَ بِالنُّسُكِ وَالتَّحْقِيقِ بِالتَّصَوُّفِ أَبُو هَاشِمٍ فُدَيْمٌ جَلَسَ إِلَيْهِ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ فَحَمِدَ طَرِيقَتَهُ وَمُلَازَمَتَهُ لِلصَّفاءِ وَالْوَفَاءِ، لَا نَحْفَظُ مِنْ كَلَامَهِ شَيْئًا إِلَّا مَا حَكَاهُ عَنْهُ الثَّوْرِيُّ أَنَّهُ قَالَ: مَا زِلْتُ أُرَائِي وَأَنَا لَا أَشْعُرُ إِلَى أَنْ جَالَسْتُ أَبَا هَاشِمٍ، فَأَخَذْتُ مِنْهُ تَرْكَ الرِّيَاءِ، وَبَلَغَنِي أَنَّهُ رَأَى شَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَاضِيَ خَارِجًا مِنْ دَارِ يَحْيَى الْبَرْمَكِيِّ يَطْرُقُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ يُوَرِّثُ هَذَا وَيُفْضِيَ بِصَاحِبِهِ إِلَى مَا أَرَى