حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، ثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، " {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ} [المطففين: 27]، قَالَ: «هُوَ أَشْرَفُ شَرَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ لِلْمُقَرَّبِينَ صَرْفًا، وَلِلنَّاسِ مِزَاجًا» -[344]- قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ هُمْ أَخْيَارُ الْقَبَائِلِ وَالْأَقْطَارِ، أُلْبِسُوا الْأَنْوَارَ، فَاسْتَطَابُوا الْأَذْكَارَ، وَاسْتَرَاحَتْ لَهُمُ الْأَعْضَاءُ وَالْأَطْوَارُ، وَاسْتَنَارَتْ مِنْهُمُ الْبَوَاطِنُ وَالْأَسْرَارُ، بِمَا قَدَحَ فِيهَا الْمَعْبُودُ مِنَ الرِّضَا وَالْأَخْبَارِ، فَأَعْرَضُوا عَنِ الْمَشْغُوفِينَ بِمَا غَرَّهُمْ، وَلَهَوْا عَنِ الْجَامِعِينَ لِمَا ضَرَّهُمْ مِنَ الْحُطَامِ الزَّائِلِ الْبَائِدِ، وَمُسَالَمَةِ الْعَدُوِّ الْحَاسِدِ مُعْتَصِمِينَ بِمَا حَمَاهُمْ بِهِ الْوَاقِي الذَّائِدُ، فَاجْتَزَوْا مِنَ الدُّنْيَا بِالْفَلَقِ، وَمِنْ مَلْبُوسِهَا بِالْخِرَقِ، لَمْ يَعْدِلُوا إِلَى أَحَدٍ سِوَاهُ، وَلَمْ يُعَوِّلُوا إِلَّا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَرِضَاهُ، رَغِبَتِ الْمَلَائِكَةُ فِي زِيَارَتِهِمْ وَخُلَّتِهِمْ، وَأَمَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبْرِ عَلَى مُحَادَثَتِهِمْ وَمُجَالَسَتِهِمْ "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015