نسأل الله حسن الخاتمة، وفيها فصلان:
فاعلم أن الطالب لهذا الفن والراغب إليه لا بد له من شيخ يريه دقائق الفن ويحقق له حقايقه، ويكشف له رموزه ويفتح له لغوزه ويقرب له رقائقه؛ فقد ورد في بعض الآثار، عن بعض الأخيار: لولا المربي، ما عرفت ربي. فإذا يسر الله له الأستاذ فله معه شروط، منها حفظ مقامه في الغيبة والحضور على قدر الإمكان، فلا يرفع صوته على صوته، ولا يقول له من شيء قال: لم هذا؟ فإن أشكل عليه شيء سأل بيانه بالأدب. ومنها أن لا يضحك في حضرة أستاذه إلا تبسماً لمقتض. ومنها عدم مسابقة قوله، بل يسكت إلى أن ينتهي فيما يقوله. ومنها أن يجلس في حضرته كهيئة التشهد يسارق وجه أستاذه النظر. ومنها عدم مخاصمته لأحد من أتباع أستاذه ومن ينتسب إليه. ومنها حفظ متعلقاته عن الجرأة غليها، فلا يلبس ثوبه ولا نعله،