ثم انتهت جودة الخط وحسنه بعد ابن الصايغ وطبقته إلى قبلة الكتاب، وشيخ هذا الفن المستطاب، من سجدت لجلالته الأقلام واتفق على تفضيله الخاص والعام، الإمام الأوحد، والهمام المفرد، مولانا شيخ المشايخ الشيخ حمد الله ابن الشيخ مصطفى الأماسي، المعروف بابن الشيخ تغمده الله برحمته.
ولد تقريباً في سنة 847 بعد وفاة ابن الصايغ بسنتين أو ثلاثة، وهو الذي استنبط هذه السموت المعروفة في زماننا من خطوط المتقدمين كما وقع لغيره ممن سبق ممن اخترع الطريقة بين الطريقتين، حتى برع كتاب زمانه، وفاق أهل عصره وأوانه. وكان والده رجلا صالحاً مجازاً في طريقة المشايخ السهر وردية، وقد حل نظره على ولده المذكور حتى فاق بالرتب العلية، وكفاه فخراً أنه ليس على الأرض الآن سند يعتمد عليه إلا من طريقه، ولا طريقة يرغب إليها بين أهل الفن إلا من تحقيقه وتدقيقه.
وكان ممن عاصره رجلان من كبار الكتبة في زمانهما، وهما يحيى الرومي وعلي بن يحيى. وفاة الأخير في سنة 866.