وعلاج هذا النوع يكون بأمرين: أمر من جهة المصروع وأمر من جهة المعالِج، فالذي من جهة المصروع يكون بقوة نفسه، وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها، والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان. فإن هذا نوع محاربة، والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين: أن يكون السلاح صحيحاً في نفسه جيداً، وأن يكون الساعد قوياً، فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل، فكيف إذا عدم الأمران جميعاً، ويكون القلب خراباً من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجيه، ولا سلاح له.
والثاني من جهة المعالِج، بأن يكون فيه هذان الأمران أيضاً حتى أن من المعالجين من يكتفي بقوله: (اخرج منه) أو يقول: (بسم الله) أو يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اخرج عدو