عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
(ما أحب أني حكيت إنساناً، وأن لي كذا وكذا) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن الجعد.
قوله: (حكيت إنساناً) أي: قلدته في حركاته، وأقواله فهي غيبة فعليه، وهي كالغيبة القولية في التحريم سواء. ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: (وأن لي كذا) أي: وأن لي على تلك المحاكاة، وهذا من أدلة التحريم.
قال النووي - رحمه الله - في (الأذكار) (ص/ 490) (ومن ذلك - أي الغيبة - المحاماة، بأن يمشي متعارجاًً، أو مطأطئاً، أو غير ذلك من الهيئات، مريداً حكاية من يتنقصه بذلك. فكل ذلك حرام بلا خلاف) إنتهى.
فظهر أن (المحاكاة) ، (التمثيل) مبغضة في الإسلام، والمحاكاة فيها إيذاء في جميع الأحوال. إذ أن الطباع تنفر من مشاهدة من يحاكيها حتى في مواطن المحمدة. وكم في هذا من هضم وإيذاء. وإن عشاق اللهو من العظماء والمترفين لا يمكن التجاسر بمحاكاتهم على ملاً من