أصل 1 فمن كتبت عليه الشقاوة فلا يسير إلا لها، ولا يعمل إلا بها. قال تعالى: {وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} 2 فهذه هي الإرادة الكونية، وهي لا تعارض الإرادة الدينية التي هي الأصل في إيجاد المخلوقات 3 مع بقائه مختاراً مدركاً للأشياء. ومن كان هذا وصفه فلا ينالها، لأن الله تعالى ليس له شريك في الملك، كما أنه ليس له شريك في استحقاق العبادة – بل هو المختص بها، ولا تليق إلا بجلاله وعظمته، فلا إله إلا هو وحده لا شريك له. ولهذا جسم جل وعلا مادة الشفاعة عن كل أحد بغير إذن الإله وحده، فلا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، لا ملك ولا نبي ولا غيرهما لأن من شفع عند غيره بغير إذنه فهو شريك به في حصول ذلك المطلوب لتأثيره فيه