دفع ضر، أو رجائه فيه 1 والتوكل عليه، وذبح النسك والنذر لجلب خير أو دفع ضر لا يقدر عليه إلا الله، والإنابة والخضوع، كل ذلك مختص بجلالة الله كالسجود والتسبيح والتهليل، فكل ذلك مما قدمناه هو معنى قوله: "لا إله إلا الله". ولا يغني أحد التوحيدين عن الآخر، بل صحة أحدهما مرتبطة بوجود الآخر فلما فهمنا ذلك وعلمنا به قام علينا أهل الأهواء فخرجونا وبدعونا، وجعلوا اليهود والنصارى أخف شرٍّا منا ومن أتباعنا، ولم ننازع العدو في سائر المعاصي بأنواعها، ولا المسائل الاجتهادية، فلم يجر الاختلاف بيننا وبينهم في ذلك، بل في العبادة بأنواعها، والشرك بأنواعه.