إن استيلاء آل سعود على الحجاز، ودخولهم مكة والمدينة في أوائل القرن الثاني عشر الهجري، أعطى الفرصة لسائر الحجاج من مختلف البلاد الإسلامية ليتعرفوا أهداف الدعوة، ويلتقوا بدعاتها، ويناقشوهم فيما يدعون إليه، وكان من نتائج هذا أن اعتنق بعض الحجاج هذه المبادئ، وتعصبوا لها، ثم حصلوها معهم ودعوا إليها في بلادهم بعد رجوعهم إليها، فانتقلت هذه المبادئ الإصلاحية إلى السودان وإلى الهند وسومطرة في أسيا، وكان هدف دعاتها في كل مكان تحل به هو محاربة الفساد، والقضاء على البدع والخرافات، وتصحيح العقيدة الدينية، ثم محاولة إقامة حكومة صالحة على أساس ديني لتنفيذ الأحكام الشرعية، وتقيم الحدود، كما انتقلت هذه الدعوة إلى مصر والشام وزنجبار واليمن، وكذلك الحركة السنوسية التي ابتدأت في الجزائر أواسط القرن التاسع عشر، ثم غزت طرابلس بعد ذلك، وانتشرت في شمال أفريقيا، ثم مدت رواقها نحو الجنوب، فتمكنت في السودان، وأن هذه الحركة السنوسية ناهضت الاستعمار في كل مكان حلت فيه، والتي كان مؤسسها في مكة يطلب العلم وقت استيلاء آل سعود