أثر الشيخ في النهضة العلمية والأدبية:

لا مراء في أن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الصرخة المدوية، والصيحة التي نبهت الأمة من رقدتها، ووجهت الأنظار إلى البحث والجدل، مناقشة الآراء وقرع الحجة بالحجة، والدليل بالدليل، وحملت الناس على النظر في الكتاب العزيز، واستظهار كثير من آياته ومن الحديث النبوي الشريف، وهما الغاية القصوى من البلاغة والبيان والعلوم الدينية والعربية، تتشابك وتترابط، ولا يمكن الفصل بينهما إذ أن علوم اللسان العربي كلها ما قامت إلا لخدمة الكتاب والسنة وفهمها فهماً صحيحاً، فكان لا بد من قيام حركة علمية شاملة، ونهضة فكرية عامة، ولكن لم تتكامل الأسباب لتنظيم هذه النهضة وتعميمها إلا قريبا، ومع ذلك خطت خطوات واسعة إلى الأمام، إذا سارت الأمور على هذا المنوال فإنها تبشر بظهور فجر جديد يجعل معه هذه الجزيرة كما كانت من قبل منهلا للآداب، ومنبعاً للعلوم والمعارف، ومهداً للحضارة الحقة والمدنية الصادقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015