بعض فأرجو أن تكون إمام يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك" وأخذ يشرح له الإسلام وشرائعه، وما يحل وما يحرم، وما عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الدعوة إلى التوحيد والقيام في نصره، والقتال عليه، فلما شرح الله صدر الأمير محمد بن سعود بذلك، وتقرر عنده طلب من الشيخ المبايعة على ذلك فبايعه الشيخ على ذلك وقال: "إن الدم بالدم والهدم بالهدم" أي دمي دمك وهدمي هدمك، ولكن أريد أن أشترط عليك اثنتين: أولاهما أننا إذا قمنا بنصرتك والجهاد في سبيل الله، وفتح الله لنا ولك البلدان أخاف أن ترتحل وتستبدل بنا غيرنا، والثانية أن لي على الدرعية قانونا آخذه منهم في وقت الثمار، وأخاف أن تقول: لا تأخذ منهم شيئا" فقال الشيخ: أما الأولى فلك عليّ عهد الله ورسوله، وأما الثانية فلا فإن لك عليهم الزكاة، ولعل الله أن يفتح لك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منها.
وبسط الأمير يده، فبايعه الشيخ على دين الله ورسوله، والجهاد في سبيله، وإقامته شرائع الإسلام القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبهذا تم لقاء القمة الإسلامي السياسي بين مؤسس الدولة السعودية الأول الإمام محمد بن سعود، ومؤسس الدعوة السلفية الأول في العصر الحديث الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ومن هنا دخلت دعوة الشيخ في مرحلة التنفيذ والجد والعمل، وأيد أهل الدرعية صغيرهم