سلامِى علَى نَجْد ومَنْ حلَّ في نَجد ... وإن كان تَسْلمي على البُعْد لا يُجْدي
وقد صَدَرت من سَفْح صَنْعا، سَقَى الحيا ... رباُها وحيَّاها بقَهْقهة الرَّعد
سَرَت من أَسِير ينْشُد الرِّيح إن سَرت: ... ألا يا صبا نَجْد، مَتَى هِجْت من نَجْد؟
قفِي واسْأَلي عَن عالم حلَّ سَوْحها ... بِه يَِهْتدِِي من ضَلَّ عنْ منْهج الرُّشد
مُحمَّد الهَادِي لسُنَّة أحْمَد ... فَيا حَبَّذا الهَادي، ويَا حَبَّذا المهْدى
لَقد أنْكَرت كلّ الطَّوائِف قَوْله ... بِلا صَدْرٍ في الحَقّ منْهم ولا ورْد
وما كُلّ قَولٍ بالقبُول مُقَابل ... وما كُلّ قَول واجِب الرَّد والطَّرد
سِوى ما أتى عَنْ ربنا ورَسُوله ... فَذلك قَول، جلَّ، يا ذا، عن الرَّد
وأمَّا أقاويل الرِّجال فإنَّها ... تدورُ علَى قدْرِ الأدلةِ في النَّقْد
وقَد جاءَت الأخبارُ عنْهُ بأنَّه ... يُعيدُ لَنا الشَّرع الشَّريفَ بمَا يُبْدي
وينْشُر جَهراً ما طَوَى كلُّ جاهلٍ ... ومبْتدع مِنْه، فوافَقَ ما عِنْدي
ويعْمُر أركان الشَّريعةِ هادِماً ... مَشَاهد ضَلَّ النَّاس فِيها عن الرُّشد
أعادُوا بِها مَعْنى سِواعَ ومِثْله ... يَغُوث ووَدّ، بئْسَ ذلك مِن ود
وقد هَتفُوا عنْدَ الشَّدائدِ باسْمِها ... كمَا يهتِف المضْطر بالصَّمَد الفَرْد
وكَم عَقَروا في سَوْحها مِنْ عَقِيرة ... أُهلَّت لِغير اللهِ جَهراً علَى عَمْد
وكَم طائفٍ حَول القُبُور مُقبِّل ... ومسْتَلمُ الأركانِ منْهنَّ باليَد
لَقد سرَّني ما جَاءنِي مِنْ طَريقةٍ ... وكنْتُ أرَى هذِى الطَّريقة لِي وَحْدي
يَصبّ عليْه صَوتُ ذَمّ وغَيْبة ... ويهْواه مَنْ قَد كانَ يَهْواه عَنْ بُعْد
ويُعْزى إليْهِ كلّ ما لا يقُولُه ... بتنْقيصِه عِنْد التُّهاميّ والنَّجدي
فيرْميهِ أهلُ الرَّفضِ بالنَّصْب فِريةً ... ويرْميهِ أهل النَّصْب بالرَّفضِ والجَحْد
ولَيسَ لَه ذَنْب سِوى أنَّه أتَى ... بتَحْكيم قَول اللهِ في الحِلِّ والعَقْد
ويتْبَع أقْوالَ النَّبيّ مُحمَّد ... وهلْ غَيْره بالله في الشَّرع مَنْ يَهْدي