آراء الباحثين الأمريكيين والأروبيين

رأي ستودارد الأمريكي

1- رأي ستودارد الأمريكي في كتاب "حاضر العالم الإسلامي" يقول لوثروب ستودارد في اليقظة الإسلامية الحديثة في القرن الثامن عشر: كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ ومن التدني والانحطاط أعمق دركة فأربد جوه وطبقت الظلمة على كل صقع من أصقاعه ورجا من أرجائه، وانتشر فيه فساد الأخلاق والآداب وتلاشي ما كان باقياً من آثار التهذيب العربي واستغرقت الأمم الإسلامية في إتباع هؤلاء الأهواء والشهوات وماتت الفضيلة في الناس وساد الجهل وانطفأت نسمات العلم الضئيلة، وانقلبت الحكومات الإسلامية إلى مطايا استبداد وفوضى واغتيال فليس يرى في العالم الإسلامي في ذلك العهد سوى المستبدين الغاشمين. . . إلى أن قال: وأما الدين فقد غاشية سوداء وألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة سجفاً من الخرافات وقشور الصوفية الضالين، وخلت المساجد من أرباب الصلوات وكثر عدد الأدعياء الجهلاء وطوائف الفقراء والمساكين يخرجون من مكان إلى مكان يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات ويوهمون الناس بالأباطيل والشبهات ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور، وغابت عن الناس فضائل القرآن فصار يُشرب الخمر والأفيون والحشيش في كل مكان وانتشرت الرذائل وهتك ستر الحرمات على غير خشية ولا استحياء، ونال مكة المكرمة والمدينة المنورة ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام فصار الحج المقدس الذي فرضه الإسلام على من استطاع ضرباً من المستهزآت. وعلى الجملة فقد بدل المسلمون غير المسلمين وهبطوا مهبطاً بعيد القرار، فلو عاد صاحب الرسالة محمد إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يدعي الإسلام لغضب وأطلق اللعنة على من استحقها من المسلمين كما يلعن المرتدون وعبدة الأوثان؛ " وفيما العالم الإسلامي مستغرق في هجمته ومدلج في ظلمته إذا بصوت يدوي من قلب صحراء شبه الجزيرة العربية مهد الإسلام يوقظ المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل والصراط المستقيم فكان صارخ هذا الصوت إنما هو المصلح المشهور "محمد بن عبد الوهاب" الذي أشعل نار الوهابية فاشتعلت واتقدت واندلعت ألسنتها إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي، ثم أخذ الداعي العظيم يحض المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم التليد فتبدت تباشير صبح الإسلام ثم بدأت اليقظة الكبرى في عالم الإسلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015