أخي بالمداومة على هذه الوسائل يدخل نور القرآن إلى القلب شيئاً فشيئاً، وتدب الحياة في جنباته، ويصبح في حالة دائمة من التذكر والانتباه، وليس ذلك فحسب بل ستزداد يوما بعد يوم المعرفة بالله عز وجل، وستكون بعون الله معرفة مؤثرة تُنشئ الإيمان في القلب وترسخه فيه، لينعكس ذلك على معاملات المرء مع ربه فيزداد له حباً وشوقاً وخشية وإنابة وتوكلاً ..
أخي الحبيب:
إن القرآن يُعد بمثابة الغيث لقلوبنا، فإن أردنا حياة حقيقية فما علينا إلا أن نجعلها تتعرض لهذا الغيث المبارك ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً .. علينا أن نقترب دوما منه، ولا نجفو عنه، وأن نمكث معه أطول فترة زمنية ممكنة، وأن نقرأه بالطريقة التي أمرنا الله بها، وفصلها لنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .. فإن فعلنا ذلك فسيستمر إمداده لقلوبنا - بإذن الله - فيطهرها، وينورها، ويبذر فيها بذور المعرفة، ويربيها ويغذيها حتى تنبت وتُثمر الثمار المباركة.
جاء في الحديث: " مثل القرآن ومثل الناس كمثل الأرض والغيث، بينما الأرض ميتة هامدة، إذ أرسل الله عليها الغيث فاهتزت، ثم يرسل الوابل فتهتز وتربو، ثم لا يزال يرسل أودية حتى تبذر وتنبت ويزهو نباتها، ويخرج الله ما فيها من زينتها ومعايش الناس والبهائم، وكذلك فعل هذا القرآن بالناس " (?).
كل ذلك أخي الحبيب سيتحقق بمشيئة الله إن أحسَّنا التعامل مع القرآن، واتخذناه دليلاً في رحلتنا المباركة .. رحلة المعرفة والسير إلى الله.
والله المستعان وعليه التكلان ...
وصل اللهم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.