ويروى في كتب الله: عجباً لمن قيل فيه الخير وليس فيه خير فكيف يفرح؟! ولمن قيل فيه السوء وهو فيه كيف يغضب؟! وأعجب من ذلك من أحب لنفسه وأبغض الناس على الظن.
ومما أحدث حب المدح، وطلب الحمد. وكان السلف يكرهون ذلك، قال بعضهم: من أحب المدح، وكره الذم، فهو منافق. وقال سفيان الثوري: إذا كنت إذا قيل لك؛ بئس الرجل، تغضب فأنت بئس الرجل. وقال آخر: لا يزال فيك خير ما لم تر أن فيك خيراً. وسئل بعضهم: ما علامة المنافق؟ فقال: الذي إذا مدح بما ليس فيه ارتاح لذلك قلبه. وقال سفيان: إذا رأيت الرجل يحب أن يحبه الناس كلهم، ويكره أن يذكره أحد بسوء، فاعلم أنه منافق.
وكان السلف إذا مدحوا خافوا، وأشفقوا على المكر، وردوا الصنعة إلى صانعها، ويشهدون أن في الفطرة فاطرها، ولا ينظرون إلى نفوسهم، ولا يعجبون بوصفهم. وهذه طرق قد درست، وانقطع سلاكها.
اللهم انظمنا في سلكك الأبرار، وألحقنا بالأخيار، الذي هم غرسك الذين تستعملهم بطاعتك، وقد روي عن رسول الله (أنه قال: " لا يزال الله يغرس في هذه الدنيا غرساً يشغلهم بطاعته ". فغرس الله تعالى محروس من الأموال،