وقد روي أن رجلاً من المؤذنين قال لابن عمر: " إني أحبك في الله، فقال له: لكني أبغضك في الله، قال: لم؟ قال: لأنك تتغنى في الآذان وتأخذ عليه ".
ومن ذلك الصياح والغشى عند سماع القرآن والوعظ، وقد صح من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: " وعظنا رسول الله (موعظة وجلت منها القلوب، ودمعت منها العيون. ولم يقل صرخنا ولا غشينا، كما يفعله الجاهلون أهل البدع ".
ومن ذلك الرقص، والغناء في المساجد، وضرب الدف أو الرباب، أو غير ذلك من آلات الطرب.
فمن فعل ذلك في المسجد، فهو مبتدع، ضال، مستحق للطرد والضرب؛ لأنه استخف بما أمر الله بتعظيمه، قال الله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع " أي تعظم " ويذكر فيها اسمه) ، أي يتلى فيها كتابه. وبيوت الله هي المساجد؛ وقد أمر الله بتعظيمها، وصيانتها عن الأقذار، والأوساخ، والصبيان، والمخاط،