وروى أبو داود أيضاً، عن معاذ بن أنس معناه، وزاد: ثم أتى آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته، فردّ عليه النبي (، وقال: " أربعون "، ثم قال لنا: " هكذا تكون الفضائل ".
فكان السلام شعارهم، وكانوا بعد السلام وبعد الرد يستخرج بعضهم من بعض الحمد والثناء.
وفي الموطأ عن أنس رضي الله عنه أنه سمع عمر وقد سلم على رجل، فقال: السلام عليكم، فرد السلام، ثم قال له عمر: كيف أنت؟ فقال: الرجل: أحمد الله إليك يا أمير المؤمنين، فقال عمر: ذلك الذي أردت منك.
وأما قول الرجل " كيف أصبحت " و" كيف أمسيت " بلا سلام، يشبه تحية أهل الجاهلية، وقد نهينا عن التشبه بهم؛ فروى أبو داود، عن عمران بن حصين رضي الله عنه، قال: كنا نقول في الجاهلية: أنعم الله بك عيناً، وأنعم صباحاً، فلما كان الإسلام نهينا عن ذلك، وأمرنا بالسلام.
وقد يزيد بعض الجاهلين والعلماء والغافلين عن السنة على هذه البدعة أمراً منكراً، وهو الانحناء، وهو أمر منهي عنه، فروى الترمذي، عن أنس رضي الله عنه، قال: " سمعت رجلاً يقول لرسول الله) : يا رسول الله، الرجل يلقى أخاه أو صديقه أينحني له؟ قال: " لا "، قال أفيلتزمه ويقبله؟ قال: " لا " قال: أيأخذه بيده ويصافحه؟ قال: " نعم ".