وكرهه الحسن، والنخعي، وابن جبير، وأحمد، وإسحق. وسمع ابن عمر قائلاً يقول ذلك، فقال: لا غفر الله لك.. وإنما كرهوه لما فيه من التشويش على المشيعين المتفكرين في المعاد.

وسئل سفيان بن عيينة عن السكوت في الجنازة: ماذا يجيء به؟ قال: تذكر به حال يوم القيامة، ثم تلا قوله تعالى: (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً) .

قال قتادة: بلغنا أن أبا الدرداء رضي الله عنه نظر إلى رجل يضحك في جنازة، فقال له: أما كان فيك رأيت من هول الموت ما يشغلك عن الضحك؟! وكان مطرف يلقى الرجل من خاصة أهله في الجنازة فعسى أن يكون غائباً فما يزيده على السلام، ثم يعرض عنه انشغالاً بما هو فيه.

وقال ثابت البناني: كنا نشهد الجنازة، فلا يرى إلا مقنعاً باكياً.

فهذا خوف هؤلاء السادات من الموت. وأما اليوم، فغالب من تراه يشهد الجنازة يلهون، ويضحكون، وما يتكلمون إلا في ميراثه، وماذا خلفه لورثته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015