ومبلغ أَمِين لأوامره الجليلة فتراهم ينقادون لَهُ انقياد الجندي الْمُطِيع فَمَا من رَاشد عَاقل مِمَّن حوله إِلَّا وَيَقُول أَنه رَسُول كريم ويصدقونه ويذعنون لكَلَامه لَيْسَ هَذَا فَحسب بل يصدقهُ مَا فِي المملكة من الْجبَال والمصباح الْعَظِيم والجميع يَقُولُونَ بِلِسَان الْحَال نعم نعم إِن كل مَا ينْطق بِهِ صدق وَعدل وصواب
فيا أَيهَا الصّديق الغافل هَل ترى أَنه يُمكن أَن يكون هُنَاكَ أدنى احْتِمَال لكذب أَو خداع فِي كَلَام هَذَا الْكَرِيم حاش لله أَن يكون من ذَلِك شَيْء فِي كَلَامه قطّ وَهُوَ الَّذِي أكْرمه السُّلْطَان بِأَلف من الأنواط والشارات وَهِي عَلَامَات تَصْدِيقه لَهُ وَجَمِيع أَشْرَاف المملكة يصدقونه وَكَلَامه كُله ثِقَة واطمئنان فَهُوَ يبْحَث عَن أَوْصَاف السُّلْطَان المعجز وَعَن أوامره البليغة فَإِن كنت تَجِد فِي نَفسك شَيْئا من احْتِمَال الْكَذِب فَيلْزم عَلَيْك أَن تكذب كل الْجَمَاعَات المصدقة بِهِ بل تنكر وجود الْقصر والمصابيح وتنكر وجود كل شَيْء وَتكذب حقيقتهم وَإِلَّا فهات مَا عنْدك إِن كَانَ لديك شَيْء فالدلائل تتحدى