أحد كَذَلِك القوافل المتعاقبة والتحولات المترادفة دَلِيل على دوَام ذَلِك السُّلْطَان وبقائه لِأَن الْأَشْيَاء الزائلة إِنَّمَا تَزُول مَعهَا أَسبَابهَا أَيْضا فالأشياء والأسباب تزولان مَعًا بَيْنَمَا الَّتِي تعقبها تَأتي جَدِيدَة وَلها آثَار كسابقتها فَهِيَ إِذا لَيست من فعل تِلْكَ الْأَسْبَاب بل مِمَّن لَا يطْرَأ عَلَيْهِ الزَّوَال فَكَمَا أَن بَقَاء اللمعان والتألق بعد زَوَال حباب النَّهر الْجَارِي فِي الَّتِي تعقبها من الْحباب يفهمنا أَن هَذَا التألق لَيْسَ من الْحباب الزائلة بل هُوَ من مصدر نور دَائِم كَذَلِك تبدل الْأَفْعَال بالسرعة المذهلة وتلون الَّتِي تعقبها وانصباغها بصفاتها يدلنا على أَن تِلْكَ الْأَفْعَال إِنَّمَا هِيَ تجليات من هُوَ دَائِم لَا يَزُول وقائم لَا يحول والأشياء جَمِيعًا نقوشه ومراياه وصنعته لَيْسَ إِلَّا
تعال أَيهَا الصّديق لأبين لَك برهانا يملك من الْقُوَّة مَا للبراهين الْعشْرَة السَّابِقَة دَعْنَا نتأهب لسفرة بحريّة