جواب الشرط لقوله {فَإِنْ آنَسْتُم} واقترن بالفاء لأنه جملة طلبية.
أي: أعطوا أيها الأوصياء والأولياء اليتامى أموالهم ولا تحبسوها عنهم (?)، وبادروا بإيصالها إليهم إبرء للذمة، ولا تكلفوهم البحث عنها أو طلبها، ولا تماطلوا في ردها إليهم، ولهذا عبر بقوله {فَادْفَعُوا}.
قوله تعالى: {وَلَا تَأكلوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا}.
قوله: {وَلَا تَأكلوهَا}: الواو عاطفة.
و «لا» ناهية، «تأكلوها» مجزوم بها، وعلامه جزمه حذف النون إذ الأصل «تأكلونها».
وذكر الأكل خاصة - وإن كان الانتفاع بأموال اليتامى بأي وجه منهياً عنه -لأن الأكل أهم أوجه الانتفاع، ومن أجله يجمع المال وهو كسوة الباطن التي لا حياة بدونها.
قوله: {إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَن يَكْبَرُوا}.
إسرافاً وبداراً: منصوبان على الحال، أي مسرفين ومبادرين.
أو على المفعول المطلق.
أو على أنهما صفتان لمصدر محذوف، التقدير: أكل إسراف وبدار (?).
والإسراف: مجاوز الحد (?).
قال تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا} (?).
وهو في كل شيء بحسبه.