إن لم تكن في معادى آخذا بيدي ... فضلا وإلا فقل يا زلة القدم

حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه ... أو يرجع الجار منه غير محترم

ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه ... وجدته لخلاصي خير ملتزم

ولن يفوت الغني منه يدا تربت ... إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم

يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حدوث الحادث العمم

ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم1.

فتأمل هذه الأبيات وما فيها من غلو وإطراء ومظاهر شركية تجاوز فيها الشاعر كل الحدود.

حيث جعل الرسول عليه الصلاة والسلام هو الغاية في خلق الدنيا وعلة وجودها "وجعله بمنزلة الإله فهو يغني ويفقر ويغفر الذنوب ويقيل العثرات وهو الملاذ والملجأ في الدنيا والآخر بل انتهى به الأمر إلى أن جعل تصريف الكون كله بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم"2.

فماذا أبقى للخالق عز وجل وخاصة عند قوله:

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

"فإذا كانت الدنيا وضرتها من جود الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعض علومه علم اللوح والقلم، لأن "من" للتبغيض، فماذا للخالق جل وعلا"3.

فهذا هو بعينه الغلو والإطراء الذي حذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015