فهذه المحبة لا يجوز تعلقها بغير الله أصلا1 بل يجب إفراد الله بهذه المحبة الخاصة التي هي توحيد الإلهية، بل الخلق والأمر والثواب والعقاب، إنما نشأ عن المحبة ولأجلها، فهي الحق الذي خلقت به السموات والأرض، وهي الحق الذي تضمنه الأمر والنهي وهي سر التأله، وتوحيدها هو شهادة أن لا إله إلا الله، وليس كما يزعم المنكرون، أن الإله هو الرب الخالق، فإن الشضركين كانوا مقرين بأنه لا رب إلا الله ولا خالق سواه، ولم يكونوا مقرين بتوحيد الإلهية الذي هو حقيقة لا إله إلا الله، فإن الإله الذي تألهه القلوب حبا وذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة.

وإله بمعنى مألوه، أي: محبوب معبود، وأصله من التأله وهو التعبد الذي هو آخر مراتب المحبة، فالمحبة حقيقة العبودية2 وسيأتي مزيد تفصيل لهذا القسم.

ب- أقسام المحبة باعتبار متعلقها ومحبوبها:

تنقسم المحبة باعتبار متعلقها ومحبوبها إلى قسمين:

1- نافعة محمودة، 2- مذمومة ضارة.

القسم الأول: المحبة النافعة

وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه وهو السعادة وهي ثلاثة أنواع:

أ- محبة الله.

ب- محبة في الله.

ج- محبة ما يعين على طاعة الله واجتناب معصيته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015