ثم قال رحمه الله: ولا ريب أن هذه الخمسة من لوازم المحبة:

1- فإنها صفاء المودة، وهيجان إرادات القلب للمحبوب.

2- وعلوها وظهورها منه لتعلقها بالمحبوب المراد.

3- وثبوت إرادة القلب للمحبوب ولزومها لزوما لا تفارقه.

4- ولإعطاء المحب محبوبه لبه وأشرف ما عنده، وهو قلبه.

5- ولاجتماع عزماته وإراداته وهمومه على محبوبه.

فاجتمعت فيها المعاني الخمسة1.

ووضعوا لمعناها حرفين مناسبين للمسمى غاية المناسبة: "الحاء" التي هي من أقصى الحلق.

و"الباء" الشفوية التي هي نهايته.

فللحاء الابتداء، وللباء الانتهاء، وهذا شأن المحبة وتعلقها بالمحبوب، فإن ابتداءها منه وانتهاءها إليه.

وقالوا في فعلها: حَبْهُ وأحَبْهُ.

ثم اقتصروا على اسم الفاعل من "أحب" فقالوا: "مُحِبٌّ" ولم يقولوا "حاب". واقتصروا على اسم المفعول من "حب" فقالوا: "محبوب" ولم يقولوا "مُحَب" إلا قليلا كما قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015