والرسالة، ولم يكن لمجرد شخصه - صلى الله عليه وسلم -، فإنه بشر مثلهم، ولذلك قال ضمام بن ثعلبة - رضي الله عنه -: فيما رواه أنس - رضي الله عنه - قال:
7 - (بينما نحن جلوس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، دخل رجل على جمل، فأناخه في المسجد ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ. فقال له الرجل: ابن عبد المطلب؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: قد أجبتك، فقال الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة، فلا تجد عليّ في نفسك، فقال: سل عما بدا لك، فقال: أسألك بربك ورب من قبلك، آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟ ، فقال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ ، قال: اللهم نعم، قال أنشدك بالله، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ ، قال: اللهم نعم، قال: أنشدك بالله، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم نعم، فقال الرجل: آمنت بما جئت به، وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر) (?) هذا تعظيم للمرسل والرسالة، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يتميز عن أصحابه، ولذلك لم يعرفه ضمام إلا بعد السؤال عنه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول لمن يرى عليه الرهبة:
8 - (هوّن عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد في هذه البطحاء) (?) وسار أصحابه من بعده في تقديس الرسالة مساره - صلى الله عليه وسلم -، بايع الناس أبا بكر - رضي الله عنه - فقال: إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوّمني، الصدق