{يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (?) خرج نساء الأنصار كأنَّ على رءُوسهنَّ الغربان من الأكسية (?) فنقول لنساء المسلمين اليوم: سبحان الله ألا يسعكن ما وسع نساء رسول الله أمهات المؤمنين، ونساء الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى يوم الدين؟ ! ! ليس لكنّ والله إلا أحد أمرين: أن تزعمن أنّكنّ أفضل وأطهر منهن، وهذا ضلال مبين لا يقول به عاقل، أو تعترفن بالخطأ والخروج عن نهج الكتاب والسنة، وفي هذه الحال لا يسعكن إلا التوبة والعودة السريعة جدا إلى الحق، فأين الراغبات في الجنة، المقتديات بنساء رسول الله أمهات المؤمنين؟ ! ، الحق أن الخير باق في هذه الأمة، ولكنهم غرباء قليلون، وطوبى للغرباء كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

121 - (بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء) (?)، سماهم غرباء لأنهم يصلحون عند فساد الناس، فيتمسكون بالدين والقيم، ويصبرون على الطاعة، عند ظهور الشر والفتن، وكثرة المعاصي، والاغترار بشهوات الدنيا، فزكت نفوسهم بتلك الاستقامة، وطهرت بذلك الصبر العظيم، صبر مركّب: على طاعة الله، وعن معصية الله، فكانت أعمالهم زاكية في زمان الفتن والهرج والمرج، فأشبهوا أوائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في وقت كثرة المشركين من قريش، وإبان قوتهم الغاشمة عليهم، فصبروا على أذاهم، وتمسكوا بدينهم، فمآل الفريقين إلى خير، لاتفاقهما في الوسيلة والغاية، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015