المسلمين إلى حسر الرأس تماما، وتلاه الصدر، والعضدان والساقان، وقد شارفت على هذا الخطر آخر معاقل الإسلام، فالنساء فيها دارجات اليوم على موضة حسر الحجاب عن الوجه، وارتداء العباءة المخصّرة، وهي في الحقيقة فستان أنيق ضيّق، يصف الأعضاء بفتنة زائدة وجمال أخّاذ، فيا مؤمنات أين هذا من قول الله - عز وجل -: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (?) وقد حذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خروج المرأة مستعطرة ولو في ثياب رثة، فقال:

118 - (أيما امرأة استعطرت ثم خرجت ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زان) (?)، المراد هنا زنى النظر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فالعين تزني وزناها النظر) (?)، الحديث، وأمر الله المؤمنات بغض البصر، مع الحجاب، وهو سدل الخمار على الوجه، لأن الله تعالى تعبّدها بذلك، ولأن الرجال أمروا بغض البصر، وعدم التمتع بالنظر إلى ما حرم الله، فكذلك المرأة مأمورة بغض البصر، ولو كانت تنظر من وراء حجاب، لا يجوز لها أن تتمتع بالنظر إلى الرجال، لأنها متعبدة بعدم ذلك، ولو فعلت ذلك وهي مختمرة فقد عصت الله ورسوله، وفتنت نفسها، وقد تجرها الفتنة إلى كشف ما هو أعظم، لذلك قال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015