تبعهم ولحق بهم، وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس". ووصف القبائل اليهودية واحدة واحدة، وأسماهم بالمؤمنين، ولولا أن اليهود نقضوا بنود هذا العهد، وتآمروا مع المشركين لتغير مجرى التاريخ واستقرت العلاقات على الود والتعاون، وكذلك الأمر بالنسبة للنصارى فقد دعا الإسلام أتباعه للحوار معهم بالتي هي أحسن. ولا شك أن المخاطر التي تحيط بالعالم المعاصر, وحاجته للأمن والسلام، تحتم استمرار الحوار، وإبراز القواسم المشتركة التي تبعد شبح الحروب، وتسعى لإسعاد الإنسان، وهنا نجد مبادئ الإسلام تقدم الإطار الذي يضمن نجاح الحوار، ويوجهه نحو الغايات الإنسانية المنشودة.

إننا نجد المنظمات والمؤسسات الإسلامية تمارس الحوار مع نظرائهم من الكنائس والمعاهد العلمية؛ انطلاقا من التوجيه القرآني، والتقاليد النبوية الثابتة، ولا تمنعها الخلافات المعروفة في العقائد من التعاون لمكافحة الشرور التي تجتاح العالم المعاصر، ومنها: الإلحاد، وشيوع الكحولية والمخدرات، وتهديد الأسرة، وتشجيع العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وكلها تيارات منحرفة تقوم عليها مؤسسات هدامة قادرة، مما يحتم على أتباع الأديان التعاون لكبحها وصد شرورها. وقد أدى هذا الحوار والتعاون دورا مهما في التصدي للأفكار الهدامة، مما يغري بالاستمرار فيه، لا سيما وأن مبادئ الإسلام تعين على ذلك وتشجع عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015