سبق بحث عقلي وعلمي ينتهي بالعقيدة الدائمة، وذلك ليقطع الطريق على المضللين، وأمثالهم من الدخول في الإسلام تحت طائلة العقوبة، استئصالا لعوامل الفساد في الأرض ممن دأبوا على الفساد في الأرض1.

11- في سياق الحديث عن التطبيق المعاصر لحقوق الإنسان في الإسلام نسوق المملكة السعودية، كمثال من أبرز أمثلة التطبيق الإسلامي الحديث، فنشير إلى ما يعتبره البعض انتهاكا لحق الإنسان في التنقل فيما يعتبرونه تضييقا على غير المسلمين في الحجاز؛ لأنهم يمنعون من دخول مدينة مكة، فنقول: إن المدينة؛ ولأنها مقدسة قداسة خاصة عند المسلمين لما يؤدي فيها من شعائر، وجبت المحافظة عليها نظرا لكثرة زوارها من جهة، وحفاظا عليها من جهة أخرى حتى لا تحدث مواجهات بين المسلمين، ومن يعتبرونهم خارج ملة الإسلام، وذلك إنما كان حرصا على راحة الناس، وطمأنينتهم أثناء تأدية المناسك والزيارة.

ولذا يقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] 2.

كما أن الحرص على بعض الأماكن ورعايتها، ورقابتها رقابة خاصة يجوز حدوثه في أماكن وأبنية أخرى دنيوية، كالبيت الأبيض والكرملين وقصور الرؤساء ومباني الوزارات والهيئات، فما بالك بأماكن وردت فيها أحاديث تدعو لصيانتها، وألا يدخلنها كافرا أبدا3.

12- وفي المقابل يمتلئ التاريخ بأمثلة التسامح الإسلامي.. وقد أوردنا كما ورد في كتب السيرة، وأدبياتها العديد على ذلك.

كما يشهد الواقع على استمرارية نهج التسامح، واعتبار حقوق الأقليات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015