أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ ظَفْرٍ، أنا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ الأَزَجِيُّ، ثنا ابْنُ جَهْضَمٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ، حَدَّثَنِي جُنَيْدٌ، قَالَ:
سَمِعْتُ سَرِيًّا يَقُولُ: إِذَا فَاتَنِي شَيْءٌ مِنْ وِرْدِي لَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُعِيدَهُ. قَالَ جُنَيْدٌ: كَانَ سريٌ مُتَّصِلَ الشُّغُلِ.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُجْلِي، أنا أَخِي هِبَةُ اللَّهِ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبَّاسِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
قَضَيْتُ يَوْمًا فِي صُحْبَةِ خَالِي إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الْبَاقِلانِيِّ فَتَلَقَّيْنَاهُ خَارِجًا مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى دَارِهِ، وَهُوَ يُسَبِّحُ، فَقَالَ لَهُ خَالِي: ادْعُ لِي، فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ شَغَلْتَنِي، انْظُرْ مَا تَظَنُّهُ فِيَّ فَافْعَلْهُ، وَادْعُ اللَّهَ لِي. فَقُلْتُ لَهُ: أَنَا بِاللَّهِ ادْعُ لِي. فَقَالَ لي: رَفَقَ اللَّهُ بِكَ. فَاسْتَزَدْتُهُ، فَقَالَ: الزَّمَانُ يَذْهَبُ وَالصَّحَائِفُ تُخْتَمُ.
وَكَانَ عُثْمَانُ دَائِمَ الذِّكْرِ، وَكَانَ يَقُولُ: إِذَا كَانَ وَقْتُ غُرُوبِ الشَّمْسِ أَحْسَسْتُ بِرُوحِي كَأَنَّهَا تَخْرُجُ؛ لاشْتِغَالِهِ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِالإِفْطَارِ عَنِ الذكر.