وكذلك عدم ترشيد مواهبهم وعدم ربطها بالمنعم سبحانه وتعالى، فيولِّد كل هذا اعتقادًا عند الأبناء بأنهم أفضل من غيرهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض. ويلحق بهذا السبب أيضًا: تمثل الداء في أحد الأبوين أو كليهما، فيسرق الابن الطبع منهما كما قال الشاعر:
مشى الطاووس يومًا باختيال ... فقلد شكل مشيته بنوه
فقال: علام تختالون؟ قالوا: ... بدأت به ونحن مقلدوه
أما تدري أبانا كل فرخ ... يحاكي في الخطى من أدبوه
فقوِّم خطوك المعوج واعدل ... فإنَّا إن عدلت معدلوه
وينشأ ناشيء الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه
فيتولد عن ذلك محاولته الدائمة لإثبات ذاته، وتعويض نقصه بشتى الطرق.
قال المأمون: ما تكبَّر أحد إلا لنقص وجده في نفسه، ولا تطاول إلا لوهن أحس من نفسه.
وقال ابن المعتز: لما عرف أهل النقص حالهم عند ذوي الكمال، استعانوا بالكبر، ليعظم صغيرًا، ويرفع حقيرًا .. وليس بفاعل (?).
الاشتهار بين الناس فتنة عظيمة. قال صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء فتنة أن يُشار إليه بالأصابع " (?).